الجمعة 21 فبراير 2025 - 20:45
الدفاع البرمجي عن الثورة الإسلامية؛ ضرورة تحييد مؤامرات الأعداء

وکالةانباءالحوزة/ بناءً على اعترافات و آراء الأساتذة الجامعيين و الناشطين الإعلاميين و الثقافيين في المرحلة الحساسة الحالية، من أجل تحييد المؤامرات و المخططات الشريرة للأعداء، يجب أن نسعى لتعزيز النهج الدفاعي البرمجي عن الثورة الإسلامية.

بحسب تقرير وكالة الحوزة، في لقائه الأخير مع مجموعة من أهالي تبريز، أكد قائد الثورة الإسلامية على أن تهديد اليوم ليس تهديدًا عسكريًا (ماديًا)، و قال: ... ولكن هناك تهديد آخر مهم يجب أن نكون مستعدين له، وهو التهديد البرمجي. اليوم يعترف أعداؤنا بأنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه إذا أرادوا التغلب على الشعب الإيراني، و إذا أرادوا دفع الجمهورية الإسلامية إلى التراجع عن مواقفها القوية، فإن الطريق هو خلق المشاكل داخل البلاد، و توجيه تهديدات برمجية للشعب.

ما هو هدف الأعداء اليوم؟

كتب حسين عبد اللهي فر، الصحفي والناشط الإعلامي، في توضيح أسباب و أهداف زيادة التهديد البرمجي للأعداء في الوقت الراهن: نحن في وضع وصلت فيه المفاوضات النووية بين جمهورية إيران الإسلامية و أوروبا إلى طريق مسدود بسبب سعي الطرف الآخر لإدراج قضايا مثل الصواريخ، و الشؤون الإقليمية، و حقوق الإنسان إلى جانب القضايا النووية، و قد أعلنوا عن آلية لفرض الضغوط على إيران باستخدام آلية الزناد. أما الحكومة الأمريكية الجديدة فقد أعلنت عن رغبتها في التفاوض مع إيران، لكن طلباتها صيغت بطريقة تبين النتيجة مسبقًا، حيث من الواضح أن الجمهورية الإسلامية لن تقبل بها في أي حال من الأحوال؛ و بالتالي، تحولت تهديدات الأعداء من التهديدات البرمجية إلى التهديدات العسكرية أو شبه العسكرية، و الهدف هو جر إيران إلى طاولة المفاوضات و فرض مطالبهم.

القوة الدفاعية العالية لإيران؛ حقيقة لا يمكن إنكارها

و في متابعة لما ذكره، يؤكد حسين عبد اللهي فر: التهديد العسكري ضد الشعب الإيراني لم يجد نفعًا، و يعلم أعداء الثورة الإسلامية أن الجمهورية الإسلامية تتمتع بقدرة دفاعية تجعلها قادرة على الرد على هذه التهديدات... من جهة أخرى، يعرف الأمريكيون و الغربيون أن مشكلتهم الأساسية في الماضي كانت عدم تأييد الشعب الإيراني للمخربين، و لإجبار الشعب على النزول إلى الشوارع، عليهم أن يسيطروا على عقولهم و أفكارهم ليستخدموا سلوكهم لصالحهم. و لذلك، يسعون بكل قوتهم لإنتاج بيانات مُحسَنة تستهدف كل فئة في المجتمع، ليشعر الشباب بالإحباط من المستقبل، و يعيش الشعب في أسوأ الظروف، و يظهروا الحكومة في حالة من الأزمة و الضعف، و يخلقوا صراعات بين النخب بسبب تحميلهم المسؤولية عن المشاكل.

لماذا الدفاع البرمجي عن الثورة الإسلامية ضرورة؟

الدكتور مهدى إسلامي، عضو الهيئة التدريسية في مركز أبحاث الإمام الصادق (عليه السلام)، يشير إلى قول قائد الثورة الإسلامية بأن الدفاع البرمجي عن الثورة الإسلامية أصبح أهم من الدفاع العسكري، و يقول: من الطبيعي أنه إذا حدث خلل في الدفاع العسكري، يمكن تعويضه عبر التحرك البرمجي، و لكن إذا واجهنا مشكلة في الدفاع البرمجي، فلا يمكن معالجتها باستخدام الأدوات العسكرية.

و أضاف الدكتور إسلامي أنه يجب التركيز على حل مشكلة الضعف الإعلامي في التواصل الفعّال مع الرأي العام، و يقول: عندما نتحدث عن الدفاع البرمجي أو جهاد التبيين، يعتقد البعض أنه يجب إنكار جميع المشاكل والتحديات، و هذا تصور خاطئ، لأن السم القاتل في الدفاع عن الثورة الإسلامية هو عدم رؤية الواقع، كما أن الجمهور الذي يعتبر وسائل الإعلام و المنابر التي تنكر أو تبرر صعوبة الوضع المعيشي للشعب لن يأخذها على محمل الجد.

الاستعمار الجديد و ضرورة الاستفادة من قوة الإعلام

الدكتور أميد علي مسعودي، أستاذ الإعلام و الوعي الإعلامي، يشير إلى ضرورة استخدام القوة البرمجية و الإعلامية لمواجهة الاستعمار الجديد، قائلاً: في فترة الاستعمار، كانت الدول التي تمتلك القوة العسكرية تستخدم هذه القوة لمهاجمة الدول الأخرى و تعيين فرد من نفس الدولة المحتلة لإدارتها. و لكن مع ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، حدثت تحولات كبيرة في السياسة و الثقافة و الاقتصاد و كل المجالات الاجتماعية، خاصة في مجالي السياسة و الاتصالات.

و يضيف: في الاستعمار الجديد، كان يتم تعيين شخص من نفس المجتمع ليكون ملكًا أو رئيسًا للجمهورية. و مع ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية، تمكنت هذه القوى من تغيير الرأي العام للسيطرة على كل مجتمع.

الحل لمواجهة التهديدات البرمجية

و يتابع مسعودي: اليوم، يمكن القول إن حوالي 80٪ من سكان بلادنا يتواجدون في الفضاء الإلكتروني، حتى لو كانوا يقومون بأنشطة يومية أو معاملات مصرفية. هناك منصات نلجأ إليها للحصول على الأخبار و الترفيه، لكننا لا ندرك أن العديد منها يعمل فعليًا كتهديد برمجي.

و يختتم مسعودي حديثه قائلًا: الحل الرئيس في هذا المجال هو زيادة الوعي الإعلامي. للأسف، فإن بعض المسؤولين الحكوميين و الإداريين في الحكومة لديهم أدنى مستوى من الوعي الإعلامي في هذا المجال، و هذا يشكل تهديدًا أمنيًا و سياسيًا. لذلك، يجب على المسؤولين في جميع السلطات و الإداريين من جميع المستويات، و بالتركيز على الحراك الشعبي، أن يبدأوا بثورة ثقافية برمجية من خلال التعليم الشعبي، حيث يقوم كل فرد بتعليم الآخر، و ينتشر هذا السلسلة في أعماق المجتمع و المناطق المحرومة ليكون الشعب جاهزًا للدفاع.

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha